
🎧 ملخص صوتي للكتاب
📚 استمع لملخص هذا الكتاب قبل أن تبدأ القراءة.
مدة المقطع أقل من 10 دقائق، يوضح لك أهم النقاط والأفكار الرئيسية.
📝 ملخص الكتاب
- كتاب "الرؤية الكونية التوحيدية" هو من تأليف آية الله الشهيد مرتضى المطهري، وترجمه محمد عبدالمنعم الخاقاني. صدر الكتاب بطبعته الثانية عام 1409 هـ / 1989 م.
-
يُعد هذا الكتاب ذا أهمية عظيمة رغم صغر حجمه. ذلك أنه يتعرض لمسألة فلسفية حياتية هامة جداً، وهي مسألة تصوّر الإنسان المسلم عن الكون والحياة والإنسان. هذا التصور هو الذي يُحدّد المسار الحياتي للإنسان، وبه يختلف المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمعات. وتزيد أهمية الكتاب من كونه من مؤلفات الشهيد مرتضى المطهري، الذي كان له باع واسع في العلوم الفلسفية والإنسانية.
-
يتناول الكتاب أنواع مختلفة من الرؤى الكونية. يفرق بين الرؤية الكونية العلمية، التي تقوم على الفرضيات والتجارب وقيمتها مؤقتة ولا تصلح أساساً كاملاً للإيمان، والرؤية الكونية الفلسفية، التي تسعى للشمولية والعمق وتقديم برهان على أساسها. ويقدم الرؤية الكونية الدينية، والتي في الإسلام تعتمد على العقل والاستدلال.
-
يُحدد الكتاب معايير الرؤية الكونية الجيدة، ومنها قدرتها على إثبات نفسها بالاستدلال، وعمقها من ناحية العقل والمنطق، وقدرتها على إعطاء الحياة معنى وتحريك الأذهان نحو الحقيقة، وقدرتها على إحياء الآمال وتفجير الحماس والطموح، وقدرتها على منح الأهداف الإنسانية والاجتماعية حرمة وقداسة، وقدرتها على خلق الالتزام وتحقيق الشعور بالمسؤولية.
-
ويُبرز الكتاب أن الرؤية الكونية الإسلامية هي رؤية توحيدية. فهي تقوم على التوحيد الخالص، ففي الإسلام لا يُوجد معبود إلا الله. هذه الرؤية التوحيدية ترى أن الكون كله يسير بنظام وتكامل وانسجام تحت تدبير واحد وهدف واحد. وكل موجود له ارتباط وهدف. وترى أن الكون مدرسة للإنسان، وأن الإنسان يُجازى على أعماله بحسب نيته ومحاولاته.
-
يُفصل الكتاب في عناصر هذه الرؤية، شارحاً أن الموجودات في الكون تتصف بـ المحدودية، التغيّر، الارتباط، الحاجة، والنسبية. وكل هذه الصفات تدل على وجود الواقع المطلق، وهو الله. يناقش الكتاب صفات الله، ويؤكد على وحدانيته التي لا يشاركه فيها أحد، وأن تعدد الموجودات لا يتنافى مع هذه الوحدة.
-
نتيجة لمعرفة الله وصفاته ووحدانيته، يُصبح الخضوع والعبادة له وحده أمراً طبيعياً. يوضح الكتاب معنى العبادة وأنها ليست مجرد أقوال أو أعمال شكلية، بل هي خضوع وإظهار شكر وتعظيم له. ويؤكد على أن روح العبادة هي إظهار التسليم والطاعة التامة لله، وعدم الشرك به في أي من المواضع الرئيسية.
-
يتطرق الكتاب إلى درجات التوحيد، فيشرح التوحيد الذاتي (معرفة الله بالوحدة والتفرد)، وتوحيد الصفات (كون الصفات عين الذات وليست زائدة عليها)، والتوحيد الأفعالي (كون العالم وكل ما يجري فيه بفعله وإرادته، لا شريك له في الفاعلية)، والتوحيد في العبادة (تخصيص الله وحده بالعبادة).
-
في مقابل التوحيد، يناقش الكتاب الشرك ومراتبه ودرجاته. يذكر الشرك الذاتي(الاعتقاد بتعدد الآلهة)، والشرك في الخالقية (الاعتقاد بأن غير الله له دور مستقل في الخلق)، والشرك في الصفات، والشرك في العبادة (عبادة غير الله). ويُبين الحدود الفاصلة بين التوحيد والشرك، مؤكداً أن التوحيد الفعلي يقتضي نفي التأثير والاستقلال عن غير الله في جميع الشؤون.
-
يتناول الكتاب أيضاً مفاهيم أخرى مرتبطة بالرؤية الكونية، مثل وحدة العالم، والغيب والشهادة (العالم المنظور وغير المنظور)، والدنيا والآخرة باعتبارهما مرحلتين لحياة الإنسان.
-
ويبحث الكتاب في مسألة الحكمة البالغة والعدل الإلهي. يجيب على التساؤلات المتعلقة بوجود النقص أو “الشرور” في الكون. يرى أن هذه الأمور لا تتنافى مع الحكمة الإلهية، وأن الكمال والجمال والنظام هو السائد. ويناقش مبادئ مثل أصل كمال ذات الحق وغناها (الله غني مطلق لا ينقصه شيء)، وأصل الترتيب وأصل الكلية في نظام الوجود.
-
كما يتطرق إلى مفهوم القانون والسنة الإلهية التي يسير عليها العالم. ويقدم نظرة تاريخية مختصرة لأصل العدل في الثقافة الإسلامية، مبرزاً مكانة العدل كأحد أصول الدين عند الشيعة. ويتناول العلاقة بين القضاء والقدر وحرية الإنسان في سياق العدل الإلهي، مؤكداً على مسؤولية الإنسان عن أفعاله وموقعه في الحياة.
-
في خلاصة، يهدف كتاب “الرؤية الكونية التوحيدية” إلى تقديم فهم إسلامي عميق وشامل للكون والإنسان والحياة، يرتكز على التوحيد الخالص لله في جميع الأبعاد، ويرفض أي شكل من أشكال الشرك، ويُبيّن أن هذه الرؤية تمنح الإنسان هدفاً ومعنى للحياة وتدفعه نحو الكمال والمسؤولية، وتفسر النظام السائد في الوجود على أساس الحكمة والعدل الإلهي.